لا شك ان ضعف الطبيعة البشرية هو المسبب الرئيسي للعادات السيئة ، التي تترك اسوأ الاثر في نفس وضمير التي يمارسها ، خاصة اذا كانت هذه العادات مرتبطة بشر الطبيعة الساقطة الموجودة في كل انسان .
وسواء كانت العادات السيئة " عادية " او شريرة ، فانه يمكننا التغلب عليها اذا اتخذنا بعض الخطوات التي ترشدنا اليها كلمة الله .
اولا ، التدريب . يقول الرسول بولس " لذلك انا ايضا ادرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس " اع 24 : 16 . فلكي نحصل على ضمير مستريح ومحرر نحتاج الى التدريب . وهذا يعني ان نلاحظ الاسباب او الظروف او البيئة التي تقودنا لممارسة الاعمال السيئة ، فنسعى لتجنبها كي لا نفسح لها المجال للتأثير علينا سلبا . وهذا يتطلب ايضا تدريب الارادة فينا لاتخاذ القرارات المناسبة بعدم الاستجابة لنداء العادات السيئة عندما نرى انفسنا محاصرين بالظروف المسببة لها .
ثانيا ، التغذي بكلمة الله . التدريب يكون اكثر فاعلية اذا ارتبط بقراءة كلمة الله الحية ، بحيث ان التغذي بها يؤثر ايجابا على حواسنا كما يقول الكتاب " واما الطعام القوي ( اي كلمة الله ) فللبالغين ، الذين بسبب التمرن صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر " عب 5 : 14 . فقراءة الكلمة المقدسة بشكل مستمر تشحن اذهاننا بالافكار المقدسة ، ما يساعدنا على التمميز بين الخير والشر . ولكون العقل البشري هو الذي يأمر الحواس للعمل ، فكم هو مهم ان يكون العقل مشحونا بالافكار المقدسة ، لكي يستخدم الحواس في عمل ما هو مقدس ايضا والابتعاد عن ممارسة العادات السيئة . " كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر ، لكي يكون انسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح " 2 تي 3 : 16و17 .
ثالثا ، الصلاة . قال الرب يسوع لتلاميذه في الليلة التي اسلم فيها للصلب " اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة ، اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف " مت 26 : 41 . فالصلاة تشكل علاجا فعالا لضعف الجسد عندما تتحرك فيه الشهوات او الرغبة الجامحة لتنفيذ اي من العادات السيئة . ويكفينا ان الرب يسوع هو الذي وصف لنا هذا العلاج لنطمئن على انه علاج ناجع وفعال .
رابعا ، اعتمدي سياسة الهرب ، لانها من الوسائل الناجحة جدا للانتصار على العادات السيئة عندما تتوفر الظروف لممارستها ، حتى ولو كانت مرتبطة بأجسادنا الضعيفة كما قال الرب . فالرسول بولس يقول لتيموثاوس " اما الشهوات الشبابية فاهرب منها ، واتبع البر والايمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي " 2 تي 2 : 22 . ويقول لاهل كورنثوس " اهربوا من الزنى " 1 كو 6 : 18 . ففي حربنا الروحية لا بد احيانا من الهرب ، عندما نرى ان الامور حولنا قد اصبحت تشكل خطرا علينا . والهرب يتم بمغادرة المكان المعرضين فيه للتجربة ، او الانشغال بعمل امور مفيدة في المنزل او الحديقة ، او ممارسة اي نوع من الهوايات او الرياضة ، او الاشتراك في نشاطات جماعية مع اشخاص نرتاح لوجودهم وصداقتهم .
خامسا ، " كونوا كارهين الشر ، ملتصقين بالخير " رو 12 : 9 . ان الانسان يرغب عادة بعمل الامور التي يحبها . فاذا لم يعود الانسان نفسه على النظر الى العادات السيئة كشيء محتقر ومكروه ويجب الابتعاد عنها ، فسيكون من الصعب عليه التخلص منها . " لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير " رو 12 : 21
واخيرا نقول ان الثقة بالله من خلال الايمان بالرب يسوع المسيح كالمخلص من الخطية والموت ، يمنحنا طبيعة روحية تساعدنا في التغلب على الشر وكل العادات السيئة . فالروح القدس الذي يمنحه الله للمؤمنين يعمل على ارشادهم وتشجيعهم على الابتعاد عن كل ما يؤذي مشاعرهم وضمائرهم . كما ان نعمة الله تعلمنا اذا سلمنا نفوسنا اليها " ان ننكر الفجور والشهوات العالمية ، ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر " تي 2 : 12.
ولربنا يسوع المسيح المجد والكرامة من الآن والى الابد . آمين