19 آذار, 2024
Login  | 
 
You are here :: Q&A7
 لماذا قال المسيح لمريم لا " تلمسيني " بعد قيامته من الاموات ، و ما معنى الآية التي تقول " من له يعطى ويزاد " ، وعن تفسير مثل الوزنات؟ Minimize
 
 

بالنسبة للسؤال الاول ، وبعد قيامته المجيدة من بين الاموات ، ظهر الرب لمريم التي عرفته عندما ناداها باسمها " فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم . قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي . ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم " يو 20 : 16 و 17 . لقد منع الرب مريم من لمسه على الرغم من انه في نفس الاصحاح سمح لتوما الذي كان مشككا بأمر القيامة ان يلمسه عندما " قال لتوما هات اصبعك الى هنا وابصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا . اجاب توما وقال له ربي والهي " يو 20 : 27 و 28 . فلم تكن المسألة اذن انه ممنوع لمس جسد الرب بعد القيامة . ولكن الرب اراد من منعه لمريم ان تلمسه هو ان يعلمها درسا مهما لازما لها ولنا جميعا ، وهو ان العلاقة مع الرب المقام لم تعد علاقة عاطفية مرتبطة بالجسد وحدوده ، وانما اصبحت علاقة روحية معه كالرب الي سيصعد الى السماء ويكمل معاملاته مع احبائه على الارض من خلال الروح القدس الذي كان مزمعا ان يرسله ليسكن فيهم في يوم الخمسين . لقد كانت لمريم عواطف جياشة تجاه الرب الذي احبته بكل جوارحها لسبب انه خلصها من الشياطين السبعة التي كانت تسكنها وتعذبها ( مر 16 : 9 و لو 8 : 2 ) . من اجل هذا اراد الرب ان يعلمها ويعلمنا انه بعد القيامة لم تعد العواطف الجسدية هي المطلوبة ، مع انه يقدرها الى التمام ، ولكن ان تكون عواطفنا واشواقنا هي الاشواق الروحية المبنية على حقائق الكلمة المقدسة ، والتي نعبر بها عن سجودنا وتعبدنا لشخصه المبارك المقام والجالس في يمين العظمة في الاعالي يشفع فينا ، بحيث ان هذا النوع من العواطف السامية هو الذي يشبع قلب الله والمسيح الآن . لقد قال الرب يسوع مرة للمرأة السامرية عند البئر عن هذا النوع من العبادة " ولكن تأتي ساعة وهي الآن ، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق ، لان الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له . الله روح ، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا " يو 4 : 23 و 24 .

ننتقل الى السؤالين الثاني والثالث عن مثل الوزنات ومعنى عبارة " من له يعطى فيزداد " لارتباطهما معا .

في هذا المثل اراد الرب ان يعلم التلاميذ انه بعد غيابه عنهم بالجسد سيكلفهم مسؤولية العمل الذي يخص ملكوت السموات " كل واحد على قدر طاقته " مت 25 : 15 ، وذلك من خلال وزنات المواهب الروحية التي سيعطيها لهم بالروح القدس . وهذا المثل ينطبق علينا نحن المؤمنين الآن ايضا ، اذ اننا مسؤولون عن عمل الخدمة في غياب الرب " كل واحد على قدر طاقته " وبحسب ما اخذ موهبة من الرب ، من اجل ربح النفوس للمسيح واظهار اعمال الرحمة والمحبة لجميع الناس ، والمساهمة في نشر ملكوت الله في العالم . والوزنات المكلفين استثمارها هي طاقاتنا العقلية والجسدية واموالنا ، وكذلك المواهب الروحية المعطاة لنا كموهبة التبشير او التعليم او بنيان النفوس في الحق الذي بربنا يسوع وكثير غيرها . وكما نفهم من تعليم الرب عن ملكوت السموات ، يوجد في هذا الملكوت مؤمنون حقيقيون يعملون لمجد الله ، كما انه يوجد مؤمنون بالاسم دون ان يكون روح الرب ساكنا فيهم . فهؤلاء لم يختبروا ابدا محبة الله ورحمته ونعمته ولطفه وصلاحه وفداءه وامانته . انما كل تفكيرهم انه السيد القاسي الظالم المخيف كما قال عنه الذي اخذ الوزنة وطمرها في الارض " يا سيد عرفت انك انسان قاس تحصد حيث لم تزرع وتجمع من حيث لم تبذر . فخفت ومضيت واخفيت وزنتك في الارض . هوذا الذي لك " مت 25 : 24 و 25 . فأمثال هذا العبد الشرير والكسلان كما قال عنه سيده لم يستخدموا ما وهبهم اياه الله من طاقات ومواهب لمجده ، بسبب من خوف وعدم ثقة وعدم ايمان ، فخسروها وخسروا معها نعمة مشاركة السيد في افراحه الابدية . اما الذين يستخدمون ما وهبهم اياه الله من اجل خدمته ، فهؤلاء سينالون المدح من السيد والشرف العظيم بدعوتهم للدخول الى فرحه الابدي . وهذا هو التعويض الابدي الذي لا يمكن مقارنته بالتعب الوقتي الذي تعبوه في اثناء خدمة السيد .

يبقى ان نشير الى الآية التي قالها السيد في العدد 29 " لان كل من له يعطى فيزداد . ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه " . المقصود بمن له هو الشخص الذي يبرهن عن ايمانه واجتهاده وامانته في خدمة السيد ، فيزيده الله الموهبة والطاقات للعمل اكثر ، على عكس الذي ليس له ايمان او رغبة في عمل ما يمجد الله ، والذي سيخسر في النهاية كل شيء ، والاخطر انه سيطرح في الظلمة الخارجة حيث البكاء وصرير الاسنان الى ابد الدهور . كما انه يمكننا القول ان من له المسيح سيعطى ويزداد في المجد اكثر بكثير مما بذله في حياته من اجل خدمة المسيح ، بينما الذي ليس له المسيح سيخسر ما كان يظن انه يملكه من بر ذاتي او ادعاء فارغ بالصلاح وعدم الحاجة الى التوبة والايمان ، والنتيجة النهائية انه سيهلك في جهنم النار الى الابد .

  
 
 

 

 Print   
 علق على الموضوع Minimize
  Add Comment



Submit Comment
  View Comments
No comment.
 Print   
طلبة صلاة | اسئلة القراء | الحق يحرر | الصفحة الرئيسية
Privacy Statement | Terms Of Use
Copyright 2007 by alhaqyoharer.com