19 نيسان, 2024
Login  | 
 
You are here :: Q&A9
 ما هو تفسير ما ورد في سفر التكوين الاصحاح ثلاثين والاعداد من 32 الى آخر الاصحاح؟ Minimize
   
 
الوحام والشهوة
 

ان هذه الاعداد تتحدث عن التدبير الذي صنعه يعقوب لجعل غنم وعناز لابان حميه تلد صغارا تكون رقطاء وبلقاء وسوداء ، بحيث تصبح ملكا ليعقوب بحسب الشرط الذي وضعه لحميه عن الغنم والمعزى المزمع ان يأخذها كأجرة عن السنين التي خدمه فيها . وكان تدبير يعقوب بأن يجعل اغنام ومواعز لابان التي كان يرعاها له ، تتوحم بين قضبان اعدها خصيصا لهذه الغاية ، بحيث يضمن ان تكون المواليد الجدد بأكثرها مستوفية للشروط الموضوعة ، وبالتالي تصير من نصيبه . وقد نجح فعلا في هذا العمل وصار له معزى وغنم كثير .

ولكن السؤال الذي يطرح هنا هو ، هل من علاقة فعلا بين الوحام وتكوين المواليد عند الحيوانات او حتى عند النساء ؟ يكفينا ان كلمة الله تحدثت عن هذا الامر لكي نصدقه ، مع العلم ان الواقع ايضا يشير الى حقيقة وجود مثل هذه العلاقة . فزوجتي مثلا ولدت ابننا البكر وعلى باطن قدمه رسم نافر لعنقود عنب احمر مع ورقة دوالي . ونحن نتذكر تماما الوقت الذي فيه توحمت زوجتي على عنقود عنب رأته لا يزال معلقا في الدالية بعد انتهاء موسم العنب . وقد احجمت حينها عن الطلب من اصحاب البيت الذي كنا نزوره ان تأكل عنبا لكي تحقق شهوتها فلا يؤثر وحامها على الجنين في بطنها . كما انني اعرف العديد من الاشخاص الذين يوجد في اجسادهم علامات وصور نتجت عن توحم امهاتهم وهن حاملات بهم . اما كيف يتم الامر وما هي العلاقة بين الوحام وتأثيره المادي على اجساد المواليد الجدد فأنا لا اعرف شيئا عن هذا . ولكنني اعلم شيئا يقينا عن الدرس الروحي الذي نستنتجه من هذا الامر " لان كل ما سبق فكتب كتب لاجل تعليمنا ، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء " رو 15 : 4 .

الوحام بكل بساطة هو شهوة تشتهيها الحامل لشيء تشعر برغبة شديدة في نواله ، ولا سيما اذا كان مما يؤكل . فالامر اذن يتعلق بالشهوة . وهنا يكمن الدرس الروحي الذي يجب ان نتعلمه . فكما ان الوحام يترك اثرا ملموسا وحقيقيا على جسد الجنين في بطن الام ، هكذا الشهوة تؤثر بشكل عملي على حياتنا الروحية في الداخل . والشهوات نوعان : شريرة ومقدسة . والنوعان يتركان اثرهما على حياتنا ومصيرنا الابدي .

عن الشهوات الشريرة يقول الله له المجد في الوصية العاشرة من وصاياه " لا تشته بيت قريبك . لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا امته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك " خر 20 : 17 . فالشهوة هي مفتاح التجربة والسقوط في الخطية والهلاك كما يقول الرسول يعقوب بوحي الروح القدس " ولكن كل واحد يجرب اذا انجذب وانخدع من شهوته . ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية . والخطية اذا كملت تنتج موتا " يع 1 : 14 و 15 . والرسول يوحنا ، بالوحي المقدس ايضا ، اختصر كل الخطايا في العالم بالشهوة عندما قال " لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم . ان احب احد العالم فليست فيه محبة الآب . لان كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم . والعالم يمضي وشهوته . واما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت الى الابد " 1 يو 2 : 15-17 . ولا ننسى ان هلاك البشرية جمعاء حصل نتيجة الشهوة التي استحوذت على مشاعر حواء بسبب اغواء الشيطان لها للاكل من الشجرة المحرمة كما نقرأ في سفر التكوين " فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل وانها بهجة للعيون وان الشجرة شهية للنظر ، فأخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضا معها فأكل " تك 3 : 6 .

لقد اكد الرب يسوع المسيح في تعاليمه صحة كون الشهوة تنتج تأثيرا عمليا ماديا عندما قال " قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن . واما انا فأقول لكم ان كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه " مت 5 : 27 و 28 . فقد اعتبر الرب يسوع ان من يشتهي امرأة بعيونه الشريرة يكون زناه المعنوي مساويا للفعل المباشر . لذلك يحرض الرسول بولس الشباب على الهرب من الشهوات كقوله لتيموثاوس " اما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والايمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي " 2 تي 2 : 22 . ويقول المرنم في العهد القديم " شهوة الشرير تبيد " مز 112: 10 .

اما عن الشهوات المقدسة فيقول الملك سليمان " شهوة الابرار خير فقط " ام 11 : 23 . ويقول ايضا " خوف الشرير هو يأتيه وشهوة الصديقين تمنح " ام 10 : 24 . فعلى عكس الاشرار الذين سيحصدون نتيجة شهواتهم الشريرة ، يبارك الله المؤمنين بتحقيق امانيهم وشهواتهم المقدسة لكي يتمتعوا بها في حياتهم اليومية والابدية . فكم من المؤمنين يشتهون ما كتب عنه النبي اشعياء " في طريق احكامك يا رب انتظرناك . الى اسمك والى ذكرك شهوة النفس . بنفسي اشتهيتك في الليل . ايضا بروحي في داخلي اليك ابتكر " اش 26 : 8 و9 " هانذا قد اشتهيت وصاياك . بعدلك احيني " مز 119 : 40 . ليت هذه الشهوات تكون شهوات الكاتب والقارىء معا في كل حين . لقد كان للرسول بولس شهوة مقدسة يرجو تحقيقها عندما قال " لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح . ذاك افضل جدا " في 1 : 23 . والروح القدس يشجع على اشتهاء الاشياء المقدسة كقول الرسول بطرس " وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به ( اي كلمة الله ) " 1 بط 2 : 2 . وكقول الرسول بولس " صادقة هي الكلمة . ان ابتغى احد الاسقفية فيشتهي عملا صالحا " 1 تي 3 : 1 .

اخيراً نشجعك عزيزي القارئ باسم ربنا يسوع المسيح ، ان كنت لم تختبر نعمة الخلاص بعد ، ان تسرع حالا اليه لانه احبك وبذل للموت نفسه لاجلك على الصليب ، فتطلب منه ان يمنحك الايمان ويخلصك من خطاياك فتنال الغفران والحياة الابدية . فهو سيفعل هذا بالتأكيد لانه اله الامانة الذي يقرع على ابواب القلوب كي تفتح له فيدخل ويملأ المكان بالفرح والسلام الابديين . فاذا كانت هذه شهوة نفسك ، تأكد يا عزيزي ان الله سيمنحك اياها لان " شهوة الصديقين تمنح " وله كل المجد الى ابد الابدين . آمين .  

                 
 
 

 

 Print   
 علق على الموضوع Minimize
  Add Comment



Submit Comment
  View Comments
No comment.
 Print   
طلبة صلاة | اسئلة القراء | الحق يحرر | الصفحة الرئيسية
Privacy Statement | Terms Of Use
Copyright 2007 by alhaqyoharer.com